الجزء الثاني من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

2006-10-11

أرانب المراعي الخضراء

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
أرانب المراعي الخضراء ألألكترونية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شركة فرنسية أنتجت مؤخراً أرنباً ألألكترونيا ً لاسلكيا ً صغير الحجم سمّته ( نابازتاغ ) ، يتمكّن من العمل كمنبّه لوصول رسالة عبر البريد ألألكتروني أو إرتفاع أو إنخفاض ألأسهم في السوق ، أوآخر ألأخبار الدولية والمحلية ، بكلام منطوق ، ولا بأس من سماع بعض ألأغاني المفضلة ، والتذكير بالمواعيد الهامة والتافهة ، وبالألوان المرغوبة ، مع حركات مسلية من اذنين كبيرتين بطبيعة الحال !! وتكتمل المتعة بوجود أرنب آخر ، لأنهما سيقلدان بعضهما حتى في رقصة ( الجوبي ) العراقية وبعض البكائيات إذا إقتضى المزاج !! .

***

إدارة ( بوش ) لم تفوت مثل هذه ( الفرصة التجارية الكبيرة ) ، ولها الفضل في السبق على الفرنسيين ، بأرانب ألألكترونية أكثر تطورا ً!! إذ أنها ــ ألنسخ ألأمريكية ــ فضلا ً عن أدائها لكّل المهام التي تؤديها النسخة الفرنسية قادرة على صنع أعاجيب أخرى منها : قراءة الطالع ، من خطوط الكفين ، ومن تصادف غيمتين ، ومن بصمة ألأذن ،وطول شعر المنخرين ، وحرارةالقدمين ، حتى المخ والمخيخ في أصغر وادق حالاتهما!! ولها القدرة على تحريف ما تسمعه وتراه فتسمّي ألأحمر أخضر وألأسود أبيض وفق ألإشارات التي تردها عن بعد لاسلكي !! .

وهي قادرة على التحوّل من أرانب ذكور إلى اناث أرانب وديعة تسلّي ألأطفال ومن ألعاب مسلية إلى( طناطل !! ) تشوي الناس وتقليهم وتسلقهم بمياه ( ديمقراطية ) خالصة ، وفق المواصفات الشيطانية الدولية وتقلبات الظروف في دول الجوار وألأنواء الجوية في المراعي الخضراء التي تعيش على جزرها المحسّن المهجّن الدافئ في عشّ المحبّة الديمقراطية مع أصحابها ومالكيها !! وقد سميّت بأسماء محلية تسهيلا ً ( لتسويقها !؟ ) لدىألأطفال العراقيين ( السعداء جدا ً جدا ً !! ) في هذه ألأيام بهذا ألإختراع ، وأشهرها ألأرانب العجيبة : ( نوغي ) و ( طنطلاني ) و ( مشدهاني ) و ( هكيم المظلوم ) و ( ترزاني ) و( صدر العفطية ) و( الهامشي ) !! .

وكلّ هذه ألأرانب العجيبة ، المتوفرة في ( سوبر ماركت ) المراعي الخضراء على مدار الساعة ، قادرة على اداء ألألعاب الوطنية المسلية من الرقص على انغام ( البرتقالة ) إلى ( الجوبي ) و ( الهجع ) و ( السي بي يي ) مع أغان باللغات المحلية: العربية والكردية والتركمانية والكلدوآشورية المذكورة على القرص ( 140 ) من دستور ألآرانب ألإتحادي ، فضلا عن أغاني دول الجوار الشهيرة دوليا ً !! ولكن أشهر واهم ّ ألأغاني التي نجحت في أدائها جماعيا ً وجماعيا ً هي أغنية : ( هو ليت ذي دوكز آوت ؟! ) ألأمريكية الشهيرة !!
ومعناها بالعربي : من اطلق الكلاب إلى الخارج ؟! .

***

مؤخراً نجحت هذه ألأرانب في اداء أغان ( فدرالية ) جديدة منها : ( كركوك نفت خانة !! بخدا مالي آنه !! ) وأداها ألأرنب ( مكرود ) ، وبعضهم يناديه تحببا : ( مقرود ) !! نسبة إلى بلد المنشأ ( قردستان ) ، وقد قابلتها أغنية من الجنوب تقول : ( من الكوت حتى الكويت !! خمس جدي آنا !! ها !! ها !! ) للأرنب الصاعد نازل الوسيم ( هكيم ) ، ولكنها لم تحظ بالرواج الذي يؤهلها بالفوز بجائزة ( أفضل أغاني الموسم الديمقراطي ) على مسرح ( الفلتان الوطني ) في ( المراعي الخضراء المتعددة الجنسيات )!! .

ومن أطرف اغاني ألأرانب ألألكترونية المحلية ، ذات النكهة والنبرة ألأمريكية ، ما ظهر منها في ( الموصل ) مؤخراً من تاليف وتنغيم واداء المطرب الصاعد ما نازل ( كدران ) !! وقد إستهلها بمعجزة كلامية عدّت من ( معلقات الديمقراطية !! ) في التأريخ الحديث تقول مقدمتها : ( كل قرد في مكانه يشكل قردستان !! ولكل محافظة علمان ورئيسان !! من سنجار حتى بدرة وجصان !! ) مستلهما آيات كتاب ( بريمر ) المقدس ، لذا هاجمته الجماهير ( المعجبة !؟ ) بعبقريته بكل ما ساب وعاب !! .

***

وممّا ( يؤسف له !! ) أن خطأ حصل في برمجة هذه ألأرانب جعلها عدوانية مع بعضها في نفس الزريبة التي تسكنها ، فراحت تعضّ بعضها وتعضّ الناس حتى ( الموت الديمقراطي ) !! وماعادت تشتهي ( الجزر ) ألأمريكي المحسّن المهجّن لكثرة مانالته منه في ظروف سريرية جائرة ، وباتت تتوحّم على ماهو ( أكبر وأشهى وألذ !! ) من مجرّد ( جزرة أمريكية ) لاتشبع الغليل : مثل برج بئر نفطي أو أي شئ أكبر واكبر !! لذا سافرت نحوها على عجل ( ملكة الغابة ) وصاحبة الشركة المنتجة ، وانبت أرانبها قبل أيام عن ألأنانية في هذا الوحام !! وعلى السعارالذي أصابها بعد إطلاقها في ألأسواق منذ أكثر من ثلاث أعوام ونصف من هذا العام !!

قد يتساءل قارئ لمّاح : هل هذه هلوسة ألكترونية ؟! .
وجوابي هو : لا !! عندما تثلج في واشنطن ، بلد المنشأ ، تتزلّج ألأرانب ( العراقية ) علنا على دماء ألأبرياء العراقيين في ( المجزرة الخضراء ) !! .


arraseef@yahoo.com

كوابيس ديمقراطية

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كوابيس ديمقراطية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعيش العراق الجديد نمطا ً لا أخ ولا اخت له ، وحيدا ً فريدا ً ، من بين ديمقراطيات العالمين الحرّ وغير الحرّ ، ومابينهما ، لأنه ( وحيد أبويه !! ) : أميركا وبريطانيا ، من زواجهما غير الشرعي ديمقراطيا ً !! فتحولت حياة العراقيين إلى سلسلة من الكوابيس لم ترد حتى في خيالات الحشاّشين ومنتجي أفلام الخيال العلمي وغير العلمي .

***

أكد ( فيصل ناجي ماوي ) مدير عام النقل المركزي في وزارة التجارة الديمقراطية أنه ومع لجنة رافقته إلى ربوع ( كردستان المحررة ) ــ عقبا لكردستان الكبرى !! ــ شاهدوا آليات وسيارات مسروقة من وزارته الديمقراطية ( تباع وتشترى علنا ً !! ) هناك تحت أنظار ما يدعى بحكومة كردستان . وشكى ــ هذا المسكين !!؟؟ ــ أن عدد الآليات والسيارات المسروقة من وزارته قد بلغ ،منذ سقوط النظام الدكتاتوري ، فقط : ( 2789 ) سيارة !! .
ولا أحد يدري من المواطنين الذين لم تشملهم بعد الديمقراطية ( ببركاتها السخية ؟! ) :
من يسرق من في العراق الجديد ؟! .

***

محافظ كركوك ، ( قدس ألأقداس ) الكردية ، ( يرفض قرارات وزارية ــ من بغداد ــ بتعيين عراقيين في نفط كركوك ) !! لأنهم بكل بساطة ديمقراطية : عرب !! .
إذا ثبتت تهمة ( العنصرية ) ضد أي مسؤول في ( بلد المنشأ !! ) الذي صدّر الديمقراطية الجديدة للعراق : أميركا !! أو بريطانيا !! يفصل ( العنصري ) من وظيفته ويتحمّل غرامة تكسر العمود الفقري من الفقرة الدوّارة في العنق حتى العصعص الكردي !!
أمّا في عراقنا الجديد الذي تتجاوز فيه نسبة العرب 85 % ( على الورق فقط ؟! ) فالتفرقة العنصرية جائزة في ( كردستان المحررة ) من العرب ، لأن ( ديمقراطيتنا الجديدة ) متطورة أكثر من ديمقراطية أميركا !! .

***

عشيرة ( أبو كحيلة ) إشتبكت بالرشاشات والصواريخ وقذائف الهاون مع قوات ألأمن في محافظة المثنى !! ليس لتحرير العراق !! بل لأن مجلس المحافظة أقال قائد الشرطة الذي ينتمي إلى هذه العشيرة !!.

***

وزير الداخلية يأمر بتوقيف آمر اللواء الثامن وآمر أحد ألأفواج وفتح تحقيق ( قانوني !!؟؟ ) معهما وإعادة النظر بتشكيل اللواء الثامن كله على خلفية قيام هذا اللواء بسلسلة من العمليات ألإرهابية كان آخرها : إختطاف ( 26 ) مواطنا من ( حي ّ العامل ــ جنوب بغداد ) من طائفة معينة بوساطة آليات الحكومة تم العثور على جثثهم في اليوم التالي معدومين وفق الطريقة الديمقراطية النموذجية : ( معصوبي ألأعين . مكتوفي ألأيادي ، مع آثار تعذيب ، وطلقة في الرأس ) !! .
ألأطرف أن ( متعددة الجنسيات ألأمريكية ) نقلت منتسبي هذا اللواء إلى مكان آخر لإعادة ( تأهيلهم ) ديمقراطيا !! .
( الشرطة في خدمة الشعب ) ؟!

***

الصحفي ألأمريكي الشهير ( بوب وودورد ) في لقاء مع شبكة ( سي بي إس ) ألأمريكية ذكر أن حديث إدارة ( بوش ) عن ( تقدم في العملية الديمقراطية في العراق ) هو مجرّد ( مزاعم !!؟؟ ) بعيدة عن الحقيقة ، وأكد أن عمليات المقاومة تجاوزت ( 100 ) عملية مسلحة غير ديمقراطية يوميا ضد القوات ألأمريكية ، كما ذكر أن ( بوش ) وفي لقاء له مع مسؤولين كبارا من الحزب الجمهوري أكّد أنه : لن ينسحب ــ من العراق ــ حتى لو لم تؤيّده سوى ( لورا ) ، زوجته ، و ( بارني ) ، كلبه !! والديمقراطيين من متعدّدي الجنسيات العراقية كما يبدو .
***

تعرض محافظ البصرة إلى محاولة إغتيال ( ديمقراطية ) قامت بها قوات من وزارة الداخلية والخسائر ( بالريش ) !! نجا المحافظ من الموت ديمقراطيا !! ومازالت عمليات تهريب النفط العراقي جارية على قدم عصابة وساق عصابة أخرى بعلم ( متعددة الجنسيات ) الديمقراطية !! .

***

حذر ( خليلزاد ) مالك المالكي ديمقراطيا : ( ليس أمام المالكي سوى شهرين لإحتواء العنف الطائفي ) !! .
وبعد ذلك ؟! .
لا جواب !! .


arraseef@yahoo.com

حرب حليمة من كردستان القديمة

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حرب( حليمة ) من كردستان ( القديمة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوضع الهلامي للمتغيرات في العراق ، سواء كان ( مقصودا ) ــ وفق نظرية المؤامرة والمؤامرة المضادة ــ أو ( غير مقصود ) وفقا للحماقات الدولية المشهودة : هو الرحم المثالي لولادة اللقيط الديمقراطي المقصود بإسم ( الشرق ألأوسخ الجديدة ) والذي ترقد مشيمته في ( أمان !؟ ) شمال العراق وحبله السرّي في البيت ألأبيض . وقد إقترب موعد ولادةهذا اللقيط ، بدلالة طلب ( ألإستعمار الدائمي ) الذي أعلنه جلال الطالباني في قاعة ألأمم المتحدة ( لحماية المولود القادم من التدخل الخارجي ) !! وبدلالات أخرى على ألأرض .

***

دخلت الجيوش التركية وألأيرانية بأعماق تتراوح بين ( 7 – 8 ) كيلومترات في ألأراضي العراقية لتراقب عملية قطع الحبل السري لهذا اللقيط المجرثم بجينات ( خارطة الدم ) التي سربتها كواليس ( رامسفيلد ) العجوز ورفيقته في السلاح ( كوندي ) لتفتيت المنطقة بقوة ( ألأمر الواقع ) ــ نسخا عن الخطط ألإسرائيلية في إحتلال ألأراضي الفلسطينية ــ و ( بمستوطنات كردية ) تتمتع بحماية أمريكية بريطانية ظهرت علنا على خارطة كردستان الجديدة التي تمتد من شمال الموصل حتى العمارة جنوب بغداد مرورا بكركوك ــ ( 40 % ) من النفط العراقي ــ وببقية تفاصيل ( خارطة الدم ) التي تلتهم أجزاء كبيرة من معظم دول الشرق ألأوسط ، بالتزامن مع ( إمارة الحكيم ) النفطية في الجنوب .

الميليشيات الكردية ، ألأيرانية والتركية ، لم يكن أمرها مجهولا في شمال العراق مذ فرضت أميركا وبريطانيا خطوطا آمنة من الطيران العراقي شمال وجنوب خط عرض ( 36 ) منذ عام 1991 ، تأريخ الجماع ألأول بين ألأنثى التي أختيرت للحبل بهذا اللقيط راضية بسفاد فحول مجهولي الهوية معلومي الجينات عبر لقاءات ساخنة بعضها معلن وبعضها غير معلن ، وحتى هذه ألأيام ألأممية التي أعلن فيها جلال الطاباني بشارة الولادة ( المعطرة ) برائحة الكبريت التي شمها ( شافيز ) وأغلق أنوفهم دونها حماة المنطقة والحريصين على شعوبها المنوّمة !!

جنوبا ، في العراق ، لم تكن ( إمارة الحكيم ) مجهولة من دول الجوار الحسن ، مرة وغير الحسن مرة أخرى حسب راياح المنطقة الخضراء ، من حيث أن ( زوار الليل ) مروا من هناك مرات عديدة ، معلنة وسرية ، في توأمة فريدة الجينات ، برائحة النفط !! وقديما قيل ( فضيع جهل ما يجري وأفضع منه أن تدري !! ) ، لأن اللقيط الجنوبي سيكون الصخرة الكابسة على الجزيرة والخليج فيما يكبس اللقيط الشمالي على البحر ألأبيض من جنوب تركيا وحتى أرمينيا شمالا ، ويتحرك اللقيطان ( بالريموت كونترول ) من بيت ( كوندي ) ألأبيض عن بعد وفي سلام تام على ما يتبقى من فتات أوطان ( كانت !! ) في الشرق ألأوسط .

***

( أصحاب اللقيط ) يستقتلون ألآن للتعمية على أيران وتركيا المستفزتين بهذه الولادة التي رسمت حدودها ( خارطة الدم ) ألأمريكية لتأجيل الحرب القادمة التي ستشنها هاتان الدولتان مضطرتين ضد اللقيط المرتقب من شمال العراق ، لأن هذه الحرب لو حصلت ، وفي ألأغلب ألأعم ستحصل في ربيع أو صيف العام القادم ستكون الخسائر الستراتيجية لأميركا فادحة تأريخيا على أكثر من منحى :

** إقتلاع الوجود ألإسرائيلي من شمال العراق وفقدان أهم مراكز التجسس ضد أيران وتركيا وسوريا والعراق .
** فقدان أوراق التهديد الدائم لدول المنطقة بوجود ميليشيات مسلحة كردية أيرانية وتركية وعراقية تشن هجماتها ضد البلدين حسب حشوات الفياغرا ألأمريكية والبريطانية .
** تمرير الطموحات الذرية ألأيرانية بسهولة أكبر في ظل عجز أمريكي عسكري واضح وتجارب ( الحصار ألإقتصادي ) الفاشلة بالتجربة .
** إلتئام ( الهلال الشيعي ) على ألأرض في حالة تلاشي الميليشات الكردية العراقية وألأيرانية والتركية من شمال العراق .
** نهاية النفوذ ألأمريكي على مستوى العراق وسوريا ولبنان وتحول هذه الدول مجتمعة كدول مواجهة وتماس مباشر مع إسرائيل .
** نشوء تشكيلات عسكرية جديدة ذات طابع غير نظامي تهدد مصالح أميركا في عمق الشرق ألأوسط .

***

ومن الواضح أن سباقا محموما قد بدأ بين ذوي اللقيط للتعجيل بولادته حتى خديجا قبل ألإوان ، تحت ضغوط محلية أهمها تنامي المقاومة العراقية وتنامي خوف دول الجوارعلى شعوبها من ( خارطة الدم ) على حافات المشيمة الساخنة في شمال العراق ، أما في الجنوب ( الهادئ ) من العراق فقد تكون الولادة سهلة في ظل عدم وجود معارضة دولية جادة على حسن ظن فريد في بلادته ، وهذا يفسر إستعجال الطالباني للموافقة على قاعدتين دائميتين وعشرة آلاف جندي في الحاضنة ألآمنة لتخريب الشرق ألأوسط بالحرب القادمة التي ستدفع الشعوب ألآمنة وحدها ثمنها ، بما فيها الشعب الكردي ، وينجو تجار الحروب من نيرانها ( كالعادة القديمة التي أدمنتها حليمة !! ) .

arraseef@yahoo.com