الجزء الثاني من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

2006-10-01

قرية العرض الواحد في العراق

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــ
قرية ( العرض واحد ) !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما وحدنا من بين شعوب ألأرض من بات ينظر إلى الماضي على أنه ( أفضل من الحاضر !؟ ) منذ قرون !! وكاننا نلعن هذا بذاك ، والعكس لم ينف ، على قدر ( عسكري !! ) صارم يأمر : ( مكانك راوح !! ) فنتحرك بنشاط ( الحركة بركة !! ) ولكن على ذات ( الشبر ) من ألإختيارات المتناقضة التي تراكمت في ( إن ّ شبرا ً من ألأرض يكفي لمتحابيّن وألأرض كلّها لا تتسع لمتباغضين ) على مضحكات مبكيات بنكهة الدم ورائحة البارود ولون الجائع المشهودة !! .

***

قديما ً ضربت أهلنا مجاعة قاسية فتحفظوا على كل ّ ما يقي حيّا ً من الموت جوعا ً أمام جياع يقاتلون من أجل البقاء أحياء ، وماعادت سائبة غير أكفان الموتى التي وجد فيها لصّ ضالته فراح يسطو عليها ليبيعها ( مستعملة وبثمن رخيص !!! ) فلعنته الناس ، ولكن وارثا ً له صار ( أذكى !؟ ) راح يسرق ألأكفان ويدق ّ خوازيق في مؤخرات الموتى ( فترحّمت !! ) الناس على اللصّ ألأول وأيامه من شرّ اللص ّ الثاني وبدعته في اللّصوصية !! .

وعلى ( مكانك راوح !! ) بنيت قرية ( العرض الواحد الجديدة ) ، على شرف وطني ( شرعن !! ) وطيئة لمحتل ّ ( متعدد الجنسيات ) لتحسين النسل وألأخلاق ( ؟! ) ، وعلى شرف محلي تناهبت أكفانه لصوص ( الحصص الطائفية ) من حملة الخوازيق من ( رابطة حرامية بغداد ) ، ممن نهبوا عن ( جوع وظيفي ) في هذه المرّة كل ماطالته أياديهم الملوثة بدماء ألأبرياء من أكفان الماضي والحاضر ، وماعاد مستغربا ً في القرية الجديدة أن يرى القائمون على إدارتها أعراضهم تنتهك ، ولا عادت كلمة شرف تعني في قواميس جوعهم المرضي المعدي ما تعنيه الكلمة في قواميس الشرفاء من معان .

وعلى حدود ( نزاهة ؟! ) في توزيع السرقات وحصاد الدم البرئ حصلت مذ إنبطح أول بناة رابطة ( حرامية بغداد ) على دبابة المحتل حتى هذه ألأيام ، أعلنت ( نزاهة العرض واحد ) عن فقدان ( 7.5 ) مليار دولار مذ بدأت حرب ( التحرير ) التي لم يتجاوز عمرها السنوات ألأربع بعد ، عدا ( مليار بريمر ) الشهير الموجود نقدا ً وعلنا ً وصراحة في كردستان ، مهد الشرق ألأوسخ الجديد ، وأمرت ( نزاهة العرض واحد ) بالقبض على ( 149 ) مسؤولا ً مارقا ً عن نظام الرابطة العتيدة بينهم وزراء ، ومنهم ( 88 ) مازالوا في حدود القرية و ( 61 ) فرّوا بغنائمهم منها !! .

***

في قرية ( العرض واحد ) ماعاد العراقي يعرف شماله الحقيقي من جنوبه ، ولا شرقه من غربه ، على خطوط طول وعرض فقدت طولها وعرضها طولا ً وعرضا ً ، فصارت ( كركوك ) قدسا ً للأكراد ( إنتهكته العرب !!؟؟ ) في غفلة من تأريخ ( كردستان الكبرى ) ، وكأن التأريخ يتعاطى ( الحشيش ) والحشيش !! ، وصار الجنوب مشروع إمارة منفوطة لعائلة الحكيم التي تاجرت بأكفان ( المظلوميّة السعيدة ) في بلدين وتبحث عن ضحية ثالثة ، وصار الغرب غربان على شرق فقد شرقه في جناحين متناقضين ( قومي ) و( إسلامي ) ، و ( وسط ) يهتز راقصا ً في بغداد على هدي خطة أمنية سمّوها ( معا ً إلى ألأمام !! ) ، دون تحديد ألإتجاه للملاّح ألأعمى الذي يقود سفينة ألأمان في محيط مظلم عاتي الرياح ، وسمّاها غيرهم ( معا ً إلى الجحيم !! ) على هدي ( عليّ وعلى أعدائي !! ) ومن والاهم !! .

وفي قرية ( العرض الواحد ) وجد من لم يبيعوا عرضهم ولا طولهم أنفسهم أهدافا ً ( مشروعة ، مشرعنة دوليا ً ، وعربيا ً، وحتى إسلاميا ً ) وفق فقه تسويق النفط وعوائده ( الربّانية !؟ ) ، لحملة الخوازيق وسارقي ألأكفان ، وراحت مقابرهم تتسع بأكفان جديدة مرشحة للبيع لاحقا ً ( مستعملة ) ، على امان ولّى دون رجعة ، وماعاد من ( الصبر الجميل !! ) غير إجترار ماض ( كان !! ) أفضل من حاضر ، وماض بعيد كان أفضل من حاضر بعيد ، وكأن ّ الزمان في العراق وحده يهترئ في مكانه ولا يتجدّد إلا ّ على وجوه ( لاحقين ) أسوأ من سابقين !! .

ويبقى العزاء في أن القادم الجديد ، أيّا ً كان ، لن يمحو مجد الحاملين لسلاحهم ودمائهم دفاعا ً عمّا تبقىّ من شرف أرض وعرض ، رافضين هوية يختمها محتل ّ بخازوق متعدّد الجنسيات !! .

arraseef@yahoo.com

No comments: