الجزء الثاني من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

2006-10-15

يوم لا يرحم التأريخ

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــ
يوم لايرحم التأريخ أحدا ً !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يؤرّخ العراقيون كثيرا ً من أيام سود مرت بالعراق ، ولكنه ( يوم أسود ) آخر في تأريخ ( الديمقراطية ) التي أعدّها وأخرجها ( عميد ألأغبياء في العالم ) في بغداد ونفخ ( عراقيون !! ) ــ تعدّدت جنسياتهم ــ الروح في مسلسلها الدامي تحت مسمّى ( التحرير ) و ( الوطنية ) و ( المظلومية ) و ( ألأكثرية ) و ( ألأقلية ) وغيرها من المفردات التي بهتت ألوانها وصارت أكثر من مقرفة !! .

ولكن ، لمن يريد أن يؤرّخ هذا اليوم عليه ألا ينسى أربعة من ( العراقيين ؟! ) من متعددي الجنسيات الذين جاءوا ( سهوا ً ؟! ) مع الدبابات ألأمريكية الغازية ، وصاروا آخر من أجهز على وحدة العراق في ساعة إحتضاره وطنا ً للجميع وهم ( الشرفاء ) :
حميد مجيد موسى . أمين عام الحزب الشيوعي ( العراقي ) التقدمي الثوري ( سابقا ً ) والديمقراطي في المراعي الخضراء من فقرات العنق حتى العصعص حاليا ً .
مفيد الجزائري . وزير الثقافة ، الذي طلّق الثقافة من معناها في عهد ألبساطيل وعهد أل ( 300 ) دولار عن كل مقالة تروّج للإحتلال . شيوعي .
مهدي الحافظ . بلا لون ولا طعم ولا رائحة .
وصفية طالب السهيل . التي ( إصطفاها !! ) ألإحتلال نائبة في برلمان أعلن تقسيم العراق !! .

***

صوّت لصالح تقسيم العراق ( 138 ) نائبا ً( منتخبا ً !!؟؟ ) بالتزوير المشهود المعدود من أصل ( 275 ) من مجموع النواب ( العراقيين !؟ ) ، المشتبه بجنسيات الكثير منهم . ومن صوّتوا لصالح التقسيم هم من القائمتين ألأماميتين والخلفيتين للإئتلاف ( العراقي !!؟؟ ) بقيادة ( الحكيم ) المظلوم الذي يطالب ( بخمس جده !! ) الرسول الكريم ( محمد ) ( ص ) ( من جنوب العراق حتى الكويت !! ) ، ومن القائمتين الخلفيتين وألأماميتين الكردية بقيادة ( الطالباني ) و ( البرزاني ) اللذين تمتد (حدود دولتهم من شمال العراق حتى أرمينيا !! ) ، وإمتنعت كتل شيعية وسنية عن إرتكاب هذه الجريمة وهي : التيار الصدري وحزب الفضيلة والتوافق العراقي والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني وقائمة المصالحة والتحرير .

جرى التصويت وفق قاعدة ( حليمة ) التي أدمنت ( عادتها القديمة !! ) في النصب وألإحتيال !! وأيّا ً كانت الضغوط المحلية والدولية التي جعلت ( 138 ) نائبا ً مشكوك في ( وطنية ) وجنسيات الكثير منهم ولاشك بولائهم المطلق لسيدة المراعي الخضراء التي يعتاشون عليها ، فقد ( نجحوا !! ) في تمرير أجندتهم التي تستهل تفتيت العراق إلى دويلات طائفية وقومية عنصرية ، ولايمكن التشكيك بإرتباطاتها المشبوهة محليا ً ودوليا ً والتي فتحت بهذه ألأجندة ألأبواب على مصاريعها أمام حرب أهلية لا رابح منها غير تجار الحروب الذين نراهم يتمترسون بالأكاذيب الموثقة خلف منابر ( الديمقراطية ) التي حصدت أكثر من ( 650 ) ألف روح بريئة من العراقيين في واحدة من أكبر مجازر القرن الحادي والعشرين !! .

وبغضّ النظر عما ستسفر عنه ( لجان ؟! ) ، من لجان على لجان ، واقعة تحت تسويف ( سوف ) في تعديل الدستور الذي سيتعرض كالعادة التي أدمنتها ( حليمة ) إلى مزيد من النصب لسرقة العراق الواحد من أهله ، فقد كان أوّل الهاربين من مواجهة الوطن بمواطنيه الخلّص هو : رئيس البرلمان ( محمود المشهداني ) الذي جيّر ذرابة لسانه و( وطنيته !! ) المطعّمة بالبهارات الحادّة لصالح من أرادوا تقسيم العراق فغاب عن الجلسة ( التأريخية !! ) وسلّم ألإنفصاليين كلّ المفاتيح الصحيحة والمزورة ليفعلوا ما يشاءون بهذا الوطن الذي صار ضحية لمن حسبوا أنفسهم عليه زورا ً في غفلة من التأريخ وإستغفال لشعب أنهكته الحروب .

وما ألإعتراضات وألإحتجاجات التي أطلقها معارضو التقسيم إلا ّ صراخ وإستغاثات ( مهزومين ) لا يقلّون في الوصف عن ( زوج خدع مرتين !! ) ، مرّة :
بمشاركتهم في ( العملية السياسية ) ، عن حسن أو سوء نية ، فخدموا المحتل!! فضلا عن ( رضاهم !! ) عن محصّلة التزوير المشهود المعدود التي حصلت في ألإنتخابات ألأخيرة .
ومرّة : لأنهم لم يعلنوا وعلى الفور إنسحابهم من تلك ( العملية ) المهينة لكل وطني تحت الضغوطات العلنية والسرة للإحتلال ، والتي يعرف الكثير من العراقيين أنها ستصل ما وصلت إليه من ( غنائم !! ) للطائفية السياسية والقومية العنصرية التي فاقت جرائمها جرائم النازية في شوارع العراق .

***

قديما ً قالت العرب : ( أتتكم فالية ألأفاعي !! ) و( الفالية ) هي الخنافس والعناكب وغيرها من الحشرات التي تألف الجحور المظلمة للأفاعي وينذر خروجها من الجحر بخروج ما هو اخطر منها : ألأفاعي القاتلة !! . وهاقد خرجت ( الفالية ) علينا من تحت قبة البرلمان التي غادرها كل من رفض تقسيم العراق ، ولكن : حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري ومهدي الحافظ وصفية طالب دخلوا وأجهزوا على العراق بتأييد التقسيم !! .

فلك الله يا عراق !! ولك الحقيقة يا تأريخ !! .
ترحم من ؟! .
وتغفر لمن ؟! .

arraseef@yahoo.com

No comments: